بيان صحفي
أمريكا تجمع عصيها الخاوية لتستند عليها
غادر رئيس البرلمان العراقي ورئيس الاتحاد البرلماني العربي محمد الحلبوسي بغداد الاثنين الموافق26 / 2 / 2023 م متوجها إلى دمشق على رأس وفد برلماني عربي، بعد ختام مؤتمر البرلمانات العربية الذي انعقد في بغداد تحت شعار "الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته"، وقد دعا محمد الحلبوسي في البيان الختامي للمؤتمر الدول العربية إلى ضرورة العمل العربي المشترك على كافة المستويات لعودة سوريا إلى محيطها العربي وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية.
والمدقق لما يجري يرى أن أمريكا تحاول جمع عصيّها الخاوية من الدول العربية، في سيناريو جديد لتحجيم دور إيران في المنطقة، فبعد كل تلك الخدمات الكبيرة التي قدمتها إيران لصالح أمريكا، ابتداء من احتلال العراق وأفغانستان، ومرورا بالحرب الطائفية التي مزقت لحمة الشعب العراقي، بعد الحرج الكبير الذي سببته المقاومة للمحتل الأمريكي في العراق، والتي فضحت هشاشته مع ترسانته العسكرية التي يتباهى بها، لتأتي إيران وتعطي الشيطان الأكبر صك السلامة بدعم المسلحين من كلا الطرفين، والإيغال في دماء المسلمين، وأخيرا إرسال مليشياتها المجرمة إلى سوريا، وارتكاب المجازر للمحافظة على عميل الشيطان الأكبر.
فبعد كل تلك الخدمات التي قدمها النظام الإيراني لأمريكا، ترى الأخيرة أنها بحاجة إلى سيناريو جديد بتجميع الدول العربية المتهالكة، وتقليص دور إيران في المنطقة خاصة في العراق وسوريا، وقد شهدت الأيام الماضية تحركات تصب في هذا الاتجاه كمؤتمر بغداد، وزيارات الحكومة العراقية المكوكية لمصر والأردن والسعودية.
وأخيرا تأتي زيارة وفد البرلمانات العربية لدمشق، خدمة لمصالح أمريكا وتنفيذا لمشاريعها، وهي التي صدعت رؤوسنا بدعوة دول العالم بعدم التطبيع مع النظام السوري، وهذا يشبه قانون قيصر الذي سنته لحماية الأبرياء، وكان حبرا على ورق، ثُم تبين لاحقا أنه لحماية النظام وليس الأبرياء، وبحجته تركوا ضحايا الزلزال تحت الأنقاض ومنعوا المساعدات.
أيها المسلمون: لقد بلغت وقاحة هذه الحكومات حدا لا يوصف بدعوتها مجرم دمشق إلى العودة لمحيطه العربي، والاستهانة بدماء الشهداء من الشعب السوري الأبيّ ، والأقبح من ذلك استغلال بضعة آلاف من ضحايا الزلزال رحمهم الله، واللعب على وتره، للتطبيع مع قاتل مئات الألوف بالبراميل المتفجرة، والكيمياوي، والتعذيب، والاغتصاب، من هذا الشعب المسلم الذي يشفقون عليه.
أيها المسلمون: إن جميع هؤلاء الحكام مع اتفاقهم أو اختلافهم فإن هم يجمعهم قاسم مشترك، وهو أن هم أعداء لشعوبهم وجميعهم ملطخة أيديهم بدماء المسلمين، فلا هم لهم إلا رضا أسيادهم، فهم طوق الكافر على أعناق هذه الشعوب، ولا نجاة لكم ولا صلاح لحالكم إلا بتحكيم شرع ربكم، وكسر هذا الطوق، ومحاسبتهم على كل قطرة دم أسالوها من مسلم.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق