بيان صحفي
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
منذ احتلال العراق عام 2003م، والمحتل الأمريكي يلعب على وتر الطائفية، بل وضع نظاماً طائفياً عرقياً، لتمزيق البلد، وقرر بعد تقسيم السنة إلى عرب وكرد أنَّ المكون الشيعي يمثل الأكثرية، من ثمَّ فإنَّ من حقه تشكيل الحكومة ورئاستها، وجلب عملاءه ونصبهم على رقاب الشعب العراقي، وأطلق يد النظام الإيراني ليكون أداته في تنفيذ هذا المخطط الخبيث، بدءاً بالساسة الذين نصبهم وهو على علم بولائهم المطلق للنظام الإيراني، مروراً بتشكيل الفصائل المسلحة التي تشكلت غالبيتها على عينه، وجعلها قوة وسلطة فوق سلطة الدولة المتمثلة بالجيش، وقدمت خدمات جليلة في تنفيذ مخططه في العراق وسوريا، وما المناكفات الإعلامية بينه وبين النظام الإيراني وأتباعه إلا لذرِّ الرماد في عيون أهل العراق.
لقد استطاع المحتل الأمريكي وأدواته المتمثلة بإيران والفصائل المسلحة من تمزيق البلد، وإدخال أهله في غياهب الظلمات، وأتون الصراعات، ودفَّعَهم ثمناً باهظاً من الدماء والتهجير والتغييب في السجون، وعملت إيران على جعل العراق عمقاً استراتيجياً لها، وقد صرحت أكثر من مرة أنَّها المتحكمة فيه، كما جاء على لسان بعض مسؤوليها من أنَّ بغداد تخضع لحكم طهران، والواقع يؤكد ذلك، فالجميع يعلم مدى تأثير بعض الشخصيات الإيرانية السياسية والعسكرية وزياراتهم المكوكية للعراق والاجتماعات المغلقة في تشكيل الحكومات المتعاقبة.
لم ينس المحتل الأمريكي ما فعلته المقاومة التي أذلته ومرغت أنفه بالتراب، بل كادت أن تقضي عليه لولا إنقاذ إيران له، وتحويل سلاح المقاومة باتجاه الفتنة الطائفية العمياء، يُغذيها العملاء؛ لإشغال أبناء البلد بقتل بعضهم بعضاً واستباحة دمائهم، بدل أن يكونوا يداً واحدة على الكافر المحتل وأعوانه وعملائه.
وكلمَّا حاول هذا الشعب المغلوب على أمره لملمة جراحه، والانتباه من غفلته، ظهر له خبيث طائفي ينفث سمومه، ويفتح جراحه، وآخرها ما جاء في تصريح رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب الدعوة نوري المالكي في احتفال نظَّمه حزب الدعوة بما يُسمى عيد الغدير في 8/7/2023م، من أنَّ الصحابة وعلى مدار 70 سنة كانوا يتصافحون في العيد بلعن علي رضي الله عنه، ولم يكتف بذلك بل وصف عمرو بن العاص بالخبيث، وأبا موسى الأشعري بالخائن، محاولاً بذلك كسب الغافلين من الشيعة للالتفاف حوله في انتخابات مجالس المحافظات المزمع إقامتها نهاية العام الجاري، وكذلك لردم التصدع الذي حصل لهذا المكون بسبب المناصب والمحاصصات السياسية إبان تشكيل الحكومة بينه وبين أتباع التيار الصدري.
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فاليوم الأحد الموافق 16/7/2023م، أقدم أنصار التيار الصدري، على إغلاق مقار تابعة لحزب الدعوة في مناطق وسط وجنوب العراق وذلك تعبيراً عن احتجاجهم عما أسموه "الإساءة" التي وجهها ذلك الحزب إلى مرجعهم الراحل آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر، ليخرج المالكي مذعوراً ويصرح في بيان نقلته شفق نيوز "إنَّ حزب الدعوة الإسلامية يحذر من فتنة عمياء في هذه المرحلة العصيبة التي يتطلع فيها شعبنا بحرص وأمل إلى استمرار الأمن والاستقرار في البلاد، بعد أن أنهكته الصراعات والخلافات، وإنَّ ضرب أبناء الساحة الواحدة عبر تأليب البعض على الآخر هو هدف الأعداء الذين يتربصون الفرص من أجل الإجهاز على كل القوى الفاعلة والخيرة في المجتمع"، كما دعا البيان مجلس النواب إلى تشريع قانون يرفض المساس بمراجع الدين العظام الشهداء منهم والأحياء انسجاماً مع الدستور، آملاً من جميع الكتل دعم هذا التوجه التشريعي في المجلس.
أيها المسلمون في العراق: لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، ولن ينفعكم الصراخ والعويل، فأنتم تعيشون الذَّل والهوان، والاستغلال والاستغفال، والقتل والتهجير، والفساد والسرقة، وسوء الخدمات، والتغيير الديموغرافي لكثير من المناطق والمدن، والعجلة مستمرة ما لم تعودوا لرشدكم، وتمتثلوا أمر ربكم، بالعمل على تحكيم شرعه، فقد آن الأوان أن تضعوا كلَّ ذلك عن كاهلكم، وتقفوا وقفة رجل واحد، بثورة عارمة تهدمون بها وكر الشيطان، فقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، فوالله لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أوله، وهل صلح أوله إلا بالإسلام؟! فإلى عز الدنيا والآخرة ندعوكم أيها المسلمون، إلى العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية العراق