بيان صحفي
أيُّها المسلمون: احذروا الدعاة على أبواب جهنم
لقد أدرك الغرب الكافر أن إسقاط الكيان السياسي للمسلمين المتمثل بدولة الخلافة، وتمزيق بلادهم لن يؤتي أكله ما لم يتخلوا عن هويتهم الإسلامية وأحكام الشريعة الربانية، فعمل جاهداً على احتلال عقولهم ليجعلهم عبيداً له، وهو يحاول توجيه الضربة القاضية من خلال إفساد المرأة وتفكيك الأسرة، فيتحول مجتمعهم إلى مجتمع منحل يسوده الفساد والشذوذ.
وما نراه اليوم من الدعوة إلى (الجندرية) وما تحمله من معان كثيرة، ومخططات كبيرة تستهدف المجتمعات عامة والمجتمعات في بلاد المسلمين بخاصة؛ لإزالة الفوارق بصفة عامة بين الذكور والإناث، وبمعنى آخر إلغاء نوع الجنس، فلا ذكر ولا أنثى، واتهام المجتمعات في البلاد الإسلامية بالتخلف الثقافي الجنسي، والحديث عن اضطهاد المرأة في تلك المجتمعات والدعوة لحرية الإنسان في اختيار جنسه حسب إرادته وليس كما خلقه الله، وهو تطور خطير فاق الدعوة إلى المثلية والشذوذ، ودعم مخططات الشواذ جنسيا، وترسيخ مبادئ اتفاقية سيداو.
لقد جنَّد الغرب الكافر عملاءه في بلاد المسلمين لتنفيذ مخططاته الخبيثة؛ لذلك لا غرابة أن ترسل رئاسة الدولة مشروع قانون الهيئة العليا لتمكين المرأة، الذي تضمن مخاطر جمَّة، أوضح بعضها النائب السابق عمار طعمة، فذكر أنَّ: "بعض مواد قانون الهيئة العليا لتمكين المرأة يعارض أحكام العقل والفطرة السليمة وثوابت الإسلام، وينتج ظلماً للمرأة نفسها"، وأضاف: "النوع الاجتماعي يجيز للإنسان أن يتصرف كذكر نهاراً، وكأنثى ليلاً، ويجيز التحول الجنسي لأغراض النزوات الحيوانية المتسافلة، بمعنى أن تشريع هذا القانون سيفتح المجتمع على فوضى أخلاقية تنتشر فيها ممارسة اللواط والمساحقة وبقية أشكال الشذوذ الجنسي".
وقد تناقلت الفضائيات كلمة عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة، ودعوته إلى نشر ثقافة (الجندر)، وتعرض إلى انتقادات، ما اضطر مكتبه الإعلامي إلى التأويل "أنَّ ما قصده الحكيم بالنقطة الأولى من خطابه ومهَّدَ له بكلمته، هو الفهم الصحيح لمفهوم الجندر (ويُقصَد به هنا الدور الاجتماعي للذكر والأنثى معاً، في المسؤولية وبناء المجتمع) من دون استبعاد طرفٍ منهما وبما لا يتجاوز الطبيعة التي خصَّ الله تعالى بها كل طرف".
إنَّ مفهوم الجندرية التي يراد ترويجها في بلاد المسلمين، هو أنَّ الدور الاجتماعي للمرأة والرجل ليس خلقة، وإنَّما مفاهيم تعارف عليها الناس، فالمرأة لم تُخلق ربة بيت، ولا الرجل خلق قوامَّاً، وحتى العلاقة الجنسية هي ممَّا تعارف عليها الناس، فليس بالضرورة أن تقوم بين رجل وامرأة، بل يمكن إقامتها بين رجل ورجل أو امرأة وامرأة، أو حتى مع الحيوان، فالإنسان حر في كيفية إشباع غريزته.
فهي دعوة إلى فوضوية الأخلاق والمجتمع، مهما حاول أصحابها تغليفها بمعسول الكلام، كحقوق المرأة، ووقف العنف ضدها، أو حقها في التعلم والعمل.
أيُّها المسلمون: لقد خلق الله الخلق وكلٌّ ميسر لما خلق له، وهو أعلم بما خلق، وأنزل نظاماً شاملاً جميع مناحي الحياة، ليعيش الناس بطمأنينة وأمان ويسود المجتمع الصلاح والتماسك، وقد رفع الإسلام شأن المرأة عندما جعلها أماً وربة بيت وعرضاً يجب أن يصان، فأكرمها وهي أم، وأخت، وزوجة، وبنت، وأعطى القوامة للرجل بما فضل الله بعضهم على بعض، وأعطى كلاً منهما الرعاية، وسوف يسألهم عمَّا استرعاهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»، بهذه المفاهيم سادت الطمأنينة في المجتمع وعاش المسلمون العيش الكريم.
واليوم يريد أعداء الإسلام والإنسانية تفكيك هذه المجتمعات، وإصابة المسلمين في مقتل، بإشاعة الفاحشة، ليتمكنوا من السيطرة عليهم، واصطياد المغفلين منهم ليكونوا أبواقاً لهذا المخطط الخبيث، وقد توعد الله سبحانه وتعالى الذين يشيعون الفاحشة أشد العذاب، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، ووصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الشر بأنَّهم دعاة على أبواب جهنم، حيث قال عليه الصلاة والسلام، فيما يرويه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: «...قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، دُعاةٌ على أبْوابِ جَهَنَّمَ، مَن أجابَهُمْ إلَيْها قَذَفُوهُ فِيها، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنا، قالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنا».
أيُّها المسلمون: لقد كشر الكافر عن أنيابه وبدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، وأعلنوا الحرب على الإسلام ومفاهيمه والاستهانة بمقدسات الأمة، والتشكيك بثوابتها، وأخيراً التسلل إلى الأسرة المسلمة لتفكيكها، فالواجب علينا أن ندافع عن ديننا، وعن وجودنا كأمة، بالعمل الجاد من أجل إزالة أنظمة الكفر وعملائه، واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، ولا يتم ذلك إلا بجعلها قضيتنا المصيرية، فإمَّا حياة بعز أو موت بشرف وكرامة.
﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية العراق