بيان صحفي
ظاهرة قتل النساء
تتوالى جرائم القتل التي تطال فتيات في مقتبل العمر، وينشغل الناس بمسببات وملابسات جريمة ما، حتى تأتي جريمة أخرى. مشاهد وحشية جعلت الناس تتساءل عن أسباب هذا العنف المفرط وتطالب بإيقاع أقصى أنواع العقوبة حتى تكون رادعا. بينما أصدرت بعض المنظمات المدنية والحقوقية بيانا مشتركا تساءلت فيه: "هل أصبح الحق في الحياة مطلبا صعب المنال للنساء والفتيات على أرض مصر؟"، وشددت على ضرورة الإسراع في إصدار قانون موحد لمناهضة العنف ضد المرأة، وهو القانون الذي نصت عليه الاستراتيجية القومية لمناهضة العنف ضد المرأة 2015-2020، لكنه لم يصدر حتى الآن.
وتوالت التقارير الصحفية المنددة بما سمَّوه ظاهرة العنف ضد النساء في مصر وغيرها من البلاد، بينما انتشر تداول مصطلح "قتل النساء Femicide" في محاولة لتركيز الفكر النسوي وما يرونه من عداء متأصل بين الذكر والأنثى. وتغافل الإعلام عن عمد ما تحمله المجتمعات في بلادنا من مفاهيم تحل أصل المسألة من مثل من قتل نفساً بغير ذنب فكأنما قتل الناس جميعا بغض النظر عن كون القاتل أو المقتول رجلاً أو امرأة. كما لم تتطرق التقارير الإعلامية للقهر السياسي والظلم الاقتصادي والإنساني على الشباب من الجنسين في بلاد المسلمين.
إن الإعلام له دور رئيسي في نشر هذه الجرائم والترويج لها ومحاولة شيطنة المجتمعات في البلاد الإسلامية. فالجريمة أصبحت تُصوَّر وتنشر في لحظات دون مراعاة للحرمات، وفي هذا النشر لملابسات طعن فتاة بسبع عشرة طعنة، وذبح أخرى في وضح النهار أمام بوابة الجامعة، وسحل ثالثة على الأرض بعد ضربها ضربا مبرحا؛ في هذا كسر لحاجز نفسي لدى المتلقي قد يساهم في انتشار الجريمة لا في الحد منها.
لم تر المرأة المسلمة أي إنصاف منذ أن حطت الأفكار والمفاهيم الغربية برحالها في بلادنا، فما عادت المرأة أماً وأختاً وعرضاً يجب أن يصان، بل أصبحت بحسب المفاهيم الغربية سلعة يتقاذفها الإعلام وأصحاب رؤوس الأموال هنا وهناك، فحط ذلك من إنسانيتها ومكانتها التي تليق بها؛ فبدلا من حياة التعاون بين الرجل والمرأة في المجتمع من أجل بنائه ورفعته، أصبح التنافس والتناطح ديدن العلاقة بينهما، واختل التوازن المجتمعي، وما عادت النساء شقائق الرجال كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم يعد شعار المجتمع رفقا بالقوارير.
إن أس البلاء في بلاد المسلمين هو غياب مفاهيم الإسلام في تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة (أو ما يسمى بالنظام الاجتماعي في الإسلام)، وذلك نتاج طبيعي لغياب أنظمة الإسلام في المجتمع وغياب مفاهيم الإسلام في شتى مناحي الحياة. ولا يمكن أن تنعم المرأة بالأمن والأمان في ظل مفاهيم الغاب التي تجسدها أفكار النظام الرأسمالي الغربي المهيمن على بلاد المسلمين. فالأمان كل الأمان للمرأة والرجل سيكون في ظل منظومة فكرية تجسد رحمة خالق العباد بعباده ذكراناً وإناثاً، تطبقها دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. وما ذلك على الله بعزيز.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير