[ما نقل إلينا من القرآن نقلاً متواتراً، وعلمنا أنه من القرآن، هو وحده الذي يكون حجة. وأما ما نقل إلينا منه آحاداً، كمصحف ابن مسعود وغيره، لا يكون حجة؛ وذلك لأن النبي ﷺ كان مكلفاً بإلقاء ما أُنزل إليه من القرآن على طائفة تقوم الحجة القاطعة بقولهم، ومن تقوم الحجة القاطعة بقولهم لا يتصور عليهم التوافق على عدم نقل ما سمعوه، فإذا وجد من القرآن شيء لم ينقله من تقوم الحجة بقولهم، وإنما نقل آحاداً، فإنه لا يعتبر؛ لأنه جاء على خلاف ما كلف به الرسول ﷺ في انفراد الواحد بنقله، وعلى خلاف ما كان عليه إلقاء القرآن من الرسول لعدد من المسلمين يحفظونه، ويكونون ممن تقوم الحجة بقولهم، إلى جانب أمره بكتابته.
اِقرأ المزيد: ما يعتبر حجة من القرآن هو ما نقل إلينا بالتواتر
إلى الأمة الإسلامية التي أكرمها الله فقال فيها: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾...
إلى حملة الدعوة الأنقياء الأتقياء ولا نزكي على الله أحداً الذين يقولون الحسن من القول ويعملون الصالح من العمل، فأثنى الله على من هذه صفاته: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين﴾...
وأما في أول الفاتحة أو أوائل السور فمختلف فيها من كونها آية من السورة أو هي مجرد فصل بين السور... وهذا الاختلاف لا يضر لأن الفريقين يُقرّون بأنها من القرآن في سورة النمل، والاختلاف هو في وضعها أول السور ما عدا التوبة، أهي آية في أوائل السور أم آية في أول الفاتحة، أم ليست آية لا في أوائل السور ولا في أوائل الفاتحة... فما دام الجميع يقر بأنها آية من القرآن في سورة النمل، فالاختلاف بشأنها في أوائل السور لا يؤثر إلا في قراءتها في الصلاة أول الفاتحة أو أوائل السور، جهراً أو سراً، أو عدم قراءتها، وفق الأحكام الشرعية المستنبطة من المجتهدين.
إنك تعلق في استفسارك هذا على جواب السؤال الذي أصدرناه في 15 شعبان 1443هـ الموافق 2022/03/18م حول كفارة القتل الخطأ وهل يجوز أن يكون شهر رمضان من ضمن شهري الكفارة اللذين أوجب الشرع صيامهما لمن لم يجد الرقبة...
وأنت تسأل عن التتابع في الشهرين وهل إذا بدأ صومه في شهر ذي القعدة فهل يجوز له صيام يوم الأضحى، وهل يجوز له قطع التتابع بالإفطار في الأضحى؟
أولاً: نعم الحديث يرد دراية، فإن معنى الرد دراية هو هكذا:
جاء في الشخصية ج 1 صفحة 188: (...بل الأمر في ذلك أنه إذا جاء حديث مناقض لما جاء في القرآن قطعي المعنى، فإنه يكون الحديث مردوداً دراية أي متناً، لأن معناه ناقض القـرآن...)
وجاء في الشخصية ج 3 صفحة 93 تحت عنوان شـروط قبول خبر الآحاد:
(يقبل خبر الآحاد إذا استكمل شروطه رواية ودراية... وأما شروط قبول خبر الآحاد دراية فهي أن لا يعارض ما هو أقوى منه من آية أو حديث متواتر أو مشهور...).
اِقرأ المزيد: الأحاديث التي تقول إن النبي ﷺ سُحر تُرد دراية لأنها تخالف العصمة